"السِّحْر المغربيّ" يأسر كاتبة إماراتية بعد زيارتها للمملكة
الثلاثاء 22 أبريل 2014 - 19:00
على عكْسِ ما يُتداول في دول الخليج، عن "السّحرِ المغربي، الذي يجعل الخليجيين يسقطون في شباك المغربيات"، كتبت الأديبة الإماراتية مريم الساعدي، عن "سحْرٍ مغربيّ" مختلف، وبمنطق يدحضُ الأحكام الجاهزة، حيثُ كتبتْ، في مقال لها، نشرته في جريدة "الاتّحاد الإماراتية"، بعنوان "سِحْرٌ مغربي"، أنّ السحْرَ المغربي الوحيد، الذي اكتشفَتْه في زيارة لها إلى المغرب مؤخّرا، في مناسبةٍ أدبيّة، يكمن "في التقدير والتواضع، وكرم الضيافة اللّا مُتناهي".وفي إشارة إلى مَا يُتداول في بلدان الخليج، عن "السّحر" الذي تمارسه المغربيات، حسب ما يُتداول هناك، كتبت الأديبة مريم الساعدي، "عُدتُ من المغرب وأنا أدرك أن السحر المغربي الوحيد هو في ذلك الكمّ من حب الأدب، من التقدير والتواضع، من كرم الضيافة اللا متناهي، من الاجتهاد في العمل، وليس في الخزعبلات التي نظن بأنها يمكن أن تُسيّرَ أقدارنا وتجعلَ من شخص لا يطيقنا حبيبا، وتحركَ مراكبنا الواقفة، وتفتح لنا صناديق الحياة السوداء".
وأثنت الأديبة مريم الساعدي في مقالها على تواضع المغاربة، مثقّفيهم وعامّتهم، وكتبت تروي عن بحثها عن "السحر المغربي"، قائلة "ما رأيك بالسحر المغربي؟"، سألت أحد الكتّاب المغاربة. قال ضاحكاً، وهو ينظر حوله في سوق شعبي مليء بالباعة المتجولين: انظري حولك، لو امتلكنا سِحْراً حقاً أما كان كل هؤلاء الفقراء أشخاصاً أثرياء؟"، وتابعتْ "تطلعتُ حوْلي وأنا أشعر بأن الثراء ليس امتلاءَ الجيوب ولكنه امتلاء القلوب تواضعاً ومحبة، وقد رأيت المغرب غنياً جداً به".
ويبْدو أنّ الحديث عن "السحر المغربي" مُتداول على نطاق واسع في بلدان الخليج، إذ كتبت مريم الساعدي "منذ وطأت قدماي أرض المطار في كازابلانكا، كنت أبحث عن السحر المغربي. ذلك السحر الذي سمعنا عنه كثيراً عندنا، الذي يحول الرجل إلى ضفدع، والمرأة إلى سحلية، ويجعل باقي الشعب طيوراً تطير. أردت أن أطير، أن أعود محلقة بجناحين وتخيلت أنني لن أهبط إلى الأرض مجدداً، سأبقى محلقة مع أسراب الطيور الحرة وستكون المرة الأولى التي يسعدني فيها أن أكون ضمن "سرب".
ويُسْتخْلصُ من قراءة مقال "سحر مغربيّ"، أنّ زيارة الأديبة مريم الساعدي إلى المغرب قد غيّرت أفكارا كثيرة حوْل تصوّرها السابق للمغرب، قبل زيارته. تُورِد الكاتبة في مقالها "ذهبتُ إلى المغرب وعدت، وعندما نسافر تتغير أشياء فينا. ليس فقط الأماكن الجديدة التي نراها والأشخاص الجدد الذين نلتقيهم. لكن هناك أشياء أخرى تعتمل في داخلنا. تتحرك صخور وتُزاح أخرى. أؤمن أن في داخل النفس الإنسانية أسواراً صخرية، بعضها نجدها فيناً وفقاً للبيئة التي ننشأ فيها، وبعضها نبنيها لأنفسنا مع الزمن وتراكم الخبرة بالتجربة والخطأ. ومع كل سفر جديد نغير في هذه الأسوار، قد نُعلّيها أو نزيح بعض صخورها ونفتح فجوة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق