لا يتجاوز استهلاك المواطن المغربي كيلوغراماً واحداً من الشكولاته سنوياً، مقارنة بالمواطن الأوروبي الذي يستهلك أزيد من سبعة كيلوغرامات من هذه المادة خلال السنة، وتعد النساء في المغرب الأكثر إقبالاً على الشكولاته مقارنة بالذكور، وذلك بحسب منظمي النسخة الأولى من معرض صالون الشكولاته بمدينة الدار البيضاء.
وتقول خديجة الوكيلي، مديرة صالون الشكولاته إن استهلاك هذه المادة ما زال محدوداً في صفوف النخبة البرجوازية المغربية، فضلاً عن ممثلي الهيئات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن الهدف من تنظيم هذه المعارض هو تحفيز عموم المغاربة للانفتاح على ثقافة الشكولاته التي لا يستهلك منها المواطن المغربي إلا كيلوغراماً واحداً في السنة مقارنة بنظيره الأوروبي الذي يستهلك سبعة كيلوغرامات سنوياً.
وأضافت أن المعرض يشكل أيضاً مناسبة لمهنيي صناعة الشكولاته بالمغرب، للترويج لعلاماتهم التجارية وتقريب بضاعتهم من المواطن العادي لكي يكتشف مكوناتها الغذائية الأساسية، كمدخل لتكريس ثقافة الشكولاته، التي يحبها المغاربة في طعمها التقليدي الممزوج بالقليل من "النوازيت" واللوز و"الكريما".
وترى حفصة مفيد، مندوبة شركة "لابيل سويس"، أن النساء بالمغرب أصبح لهن إقبال كثيف على اقتناء الشكولاته مقارنة بالرجال، مبرزة أن هذا الإقبال يعود إلى كون هذه المادة أصبحت تنافس الهدايا التقليدية خاصة في المناسبات كالأعراس والعقيقة وفي شهر رمضان، إضافة إلى رأس السنة وعيد الحب.
وأوضحت أن هذا التحول لا يرتبط في نظرها بالذوق الثقافي للمغاربة للشكولاته، بقدر ما يندرج في إطار حب التظاهر أو ما يصطلح عليه بالفرنسية بـ"البريستيج".
وأكدت حفصة أن المرأة المغربية تفضل هدايا المجوهرات على هدية باقة ورد أو علبة شوكولاته، وأن المغاربة يميلون أثناء زيارتهم للأهل والأصدقاء إلى أن يحملوا معهم في بعض المناسبات الفواكه ومشتقات الحليب والزبادي كعربون محبة ومودة.
وأشارت إلى أن عدم اهتمام الفئات المتوسطة بالشكولاته لا يعود إلى كون أسعارها مرتفعة، بدليل عدم ترددهم في شراء ماركات عالمية ثمينة ع لى مستوى الملابس والإكسسوارات أو العطور، تبعاً للمتحدثة.
وأبرزت حفصة أن محدودية السوق المغربي، دفعت شركتها التي تعتمد على نوعية "فافارجيد"، ذات التاريخ العريق الذي يعود إلى سنة 1826، للانفتاح على أسواق بلدان الخليج والشرق الأوسط، انطلاقاً من محاولة معرفتهم بأذواق شعوب المنطقة، مشيرة في هذا السياق إلى أن المواطن الإماراتي مثلاً يفضل الشكولاته بنكهة حلوة ومملحة في نفس الوقت، لتقليص الطعم الأول ويضاف إليها اللوز و"الهيل"، فيما يعشق المواطن السعودي الشكولاته بالفستق والنوغا.
وللوصول إلى الطبقات متوسطة الدخل، فإن شركتها تعمل على جعل ثمن الكيلو غرام لا يتجاوز 70 دولاراً مقابل الأثمنة المتداولة حالياً والتي تتراوح ما بين 75 دولاراً و120 دولاراً بحسب النوعية، وتبعاً لها فإن الشريحة المتوسطة يمكنها أن تداوم في هذه الحالة على شراء كميات صغيرة على مدار السنة مقارنة بالنخبة التي تتزود بما يكفيها مرة في العام.
الكاكاو العالمي
وقالت آسيا برحيل، المسؤولة عن رواق متاجر" برالينور"، إن تقلبات أسعار المواد الأولية في السوق الدولية تعد السبب الرئيس في ارتفاع أثمان قالب الشكولاته، وخاصة الكاكاو الذي عرف السنة قبل الماضية ارتفاعاً بنسبة 40% على خلفية تداعيات الأحداث التي عاشتها ساحل العاج، باعتبارها أول منتج لمادة الكاكاو عالمياً.
وقالت إن الأسعار الحالية للشكولاته، تصل إلى 400 درهم للكيلو بما يقابل (45 دولاراً)، وهو ما يجعل منها عصية على ذوي الدخل المحدود.
في حين يرى جون بيير، رجل الأعمال السويسري، الذي اختار الاستثمار بالمغرب، أن ثمن الشكولاته في بلده مرتفع أيضاً ومع ذلك يقبل عليها المواطن السويسري، فالمسألة في نظره مسألة تعود.
وأشار إلى أنه جاء للاستثمار في المغرب بعد أن باع محلاً تجارياً كان يملكه في أحد الأحياء الراقية بجنيف وهو مقتنع بنجاح هذا الاستثمار في بلد يعيش مظاهر العصرية ويتوافر على مطاعم وفنادق من مستوى رفيع لكن لا يوجد به إلا حوالي 25 مستثمراً في القطاع.
وقال إنه من هذا المنطلق يعمل على المساهمة في نشر ثقافة الشكولاته بالمغرب، لأنها في نظره مثل الذهب تحسن الذوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق