«الصقالة» يجذب الزوار بنكهاته
الدار البيضاء: إسماعيل روحي
يشكل مطعم «الصقالة» واحدا من أهم المعالم الثقافية بمدينة الدار البيضاء، حيث تحول المكان بعد خضوعه لعمليات ترميم دقيقة، من مجرد حصن أثري قديم يعود تاريخه إلى أكثر من 400 سنة، واقتصر دوره في الأساس على الدفاع عن المدينة من هجمات السفن الأوروبية، إلى مطعم تقليدي يقدم أشهى الأطباق المغربية العريقة.
ويظهر التأثير الهندسي الأوروبي واضحا داخل حصن «الصقالة». ويقول المؤرخون، إن الصقالة كان يتكون من ساحة مستطيلة الشكل، ذات مستويين، الأول تحت أرضي، استعمل كمخزن للتجهيزات العسكرية، والثاني فوق أرضي يضم برجا للمراقبة يعلوه برج آخر. وتصطف في الواجهة العلوية الأمامية للحصن اربعة مدافع برونزية قديمة، مثبتة داخل فتحات السور الأمامي المقابل للساحل، كان الهدف منها حماية المدينة من هجمات السفن البحرية الأجنبية، لكنها تحولت اليوم إلى قطع أثرية تضفي على المكان جمالا خاصا. وبدأ مشروع تحويل «الصقالة» الى مطعم، حينما قرر ثلاثة أصدقاء جمع بينهم حب التراث وعشق الأماكن التاريخية، والمدينة العتيقة، تحويل ذلك المعلم المهجور إلى واحد من أحسن المطاعم والفضاءات السياحية في عاصمة المغرب الاقتصادية. ويجذب «الصقالة» ببساطته وأصالته السياح والمثقفين، للاستمتاع بقضاء أوقات هادئة وسط عبق التاريخ، الذي يضفي على المكان نوعا من الألفة والحميمية. من يصعد ادراج الصقالة،تستقبله فتاة جميلة، لا تفارق الابتسامة محياها،وهي مرتدية قفطانا مغربيا، فتقوده الى إحدى قاعات الضيافة الثلاث، التي يتكون منها «الصقالة». وتقع قاعة الضيافة الأولى بجانب الباب الرئيسي، مؤثثة بطاولات وكراس خشبية صغيرة، مطلية بلون أزرق سماوي، رصت بعناية، ومدت فوقها قطع صغيرة من الحصير تضفي عليها سحرا خاصا تذكر بمقاهي بداية القرن الماضي. وعلى يمين الباب الرئيسي تقع قاعة الضيافة الثانية، التي جهزت بكراس من الحديد المطروق بعناية، تميزها أشكال هندسية تنم عن ذوق رفيع، إلى جانب طاولات بإطارات حديدية تكسوها طبقة من الزليج المغربي التقليدي. وازدانت مختلف زوايا المكان بتحف فنية، إلى جانب بعض اللوحات الفنية المعلقة على الجدران، تجسد تاريخ الدار البيضاء وذاكرتها . ويقدم مطعم «الصقالة» لزبائنه قائمة تضم أشهى المأكولات التقليدية المغربية،وألذ المشروبات، التي يأتي الشاي «المنعنع» في مقدمتها. ويقدم «الصقالة» بثمن لا يتجاوز 3 دولارات أباريق الشاي بثلاثة أنواع من النعناع، وهو نبات أخضر يستعمل في تحضير الشاي في المغرب، وذلك حسب رغبة وذوق الزبون، إما بالنعناع «المكناسي»، أو «العبدي» أو بتشكيلة من النباتات العطرية. ويقدم الشاي غالبا مرفقا بـ«الكعك» وهو نوع من الحلوى المصنوعة من الدقيق والسكر والبيض والسمسم. ويوفر المطعم لعشاق القهوة إمكانية احتساء فناجين القهوة العربية الساخنة التي يختص المطعم بتقديمها مُنسمة ببعض التوابل المغربية.
وتختص قاعة الضيافة الثالثة بتقديم أشهى المأكولات التقليدية، التي تنتمي إلى المطبخ المغربي الغني، الذي يزاوج بين الخضراوات المختلفة والثمار، والتوابل، والأسماك الطرية، واللحوم الشهية، إلى درجة جعلت الكثير من زبائنه يصنفونه ضمن أفضل المطاعم الشرقية في المدينة «البيضاء». ويقدم المطعم وجبة «الطاجين» المغربي اللذيذ بأصناف مختلفة،فهناك طاجين اللحم بالخضراوات، وطاجين اللحم بالبرقوق المجفف، وطاجين السمك. وتدل كلمة طاجين على الوعاء الذي تحضر فيه الوجبة وليس على الوجبة ذاتها، وهو عبارة عن صحن مصنوع من الفخار، مزين بغطاء مخروطي الشكل، مرصع بزركشات مختلفة حسب المناطق. ويمزج طاجين اللحم بالخضراوات في تناغم تام بين قطع لحم الغنم وبعض الخضراوات المشكلة حسب الموسم، إضافة إلى زيت الزيتون وبعض البهارات التي تعطي للطبق نكهة خاصة. أما طاجين اللحم بثمار البرقوق المجفف، فيتكون من قطع اللحم وثمار البرقوق المجفف، المنقوع في الماء الساخن، والمزين بحبات اللوز المقلي، والسمسم في مزاوجة عجيبة بين المذاقين الحلو والمالح، لكن سر لذة الطبق يكمن في تناوله مع قطع خبز القمح التقليدي الساخن، باليد، على الطريقة المغربية، ولا ينصح باستعمال الشوكة والسكين. وهناك كذلك طاجين السمك، الذي يتكون من قطع السمك المنقوع في التوابل وزيت الزيتون وبعض الخضراوات مثل الفلفل والطماطم والزيتون الأخضر. ويقدم المطعم إضافة إلى الطاجين، وجبة «الحريرة»، وهي عبارة عن حساء لذيذ مشكل من قطع صغيرة من اللحم والطماطم، والعدس، والحمص وبعض التوابل، وهي شربة يقبل عليها المغاربة بكثرة خلال شهر رمضان. و«الصقالة» ليس مجرد مطعم لتقديم أشهى الأطباق المغربية، بل يتجاوز هذا الدور، باعتباره فضاء ثقافيا يحتضن بصفة منتظمة مجموعة من السهرات الفنية، والأنشطة الثقافية المتنوعة.
وفي مبادرة لإضفاء الطابع الثقافي على المشروع خصص القائمون على المطعم قاعة مستقلة للعروض التشكيلية يتم فيها تقديم أعمال بعض التشكيليين المغاربة للجمهور. وبهذا يكون «الصقالة» انتقل من الدور الدفاعي الذي رسم له في البداية، إلى دور إشعاعي على المستوى الثقافي والسياحي للتعريف بالطبخ المغربي والفن التشكيلي ايضا.
الدار البيضاء: إسماعيل روحي
يشكل مطعم «الصقالة» واحدا من أهم المعالم الثقافية بمدينة الدار البيضاء، حيث تحول المكان بعد خضوعه لعمليات ترميم دقيقة، من مجرد حصن أثري قديم يعود تاريخه إلى أكثر من 400 سنة، واقتصر دوره في الأساس على الدفاع عن المدينة من هجمات السفن الأوروبية، إلى مطعم تقليدي يقدم أشهى الأطباق المغربية العريقة.
ويظهر التأثير الهندسي الأوروبي واضحا داخل حصن «الصقالة». ويقول المؤرخون، إن الصقالة كان يتكون من ساحة مستطيلة الشكل، ذات مستويين، الأول تحت أرضي، استعمل كمخزن للتجهيزات العسكرية، والثاني فوق أرضي يضم برجا للمراقبة يعلوه برج آخر. وتصطف في الواجهة العلوية الأمامية للحصن اربعة مدافع برونزية قديمة، مثبتة داخل فتحات السور الأمامي المقابل للساحل، كان الهدف منها حماية المدينة من هجمات السفن البحرية الأجنبية، لكنها تحولت اليوم إلى قطع أثرية تضفي على المكان جمالا خاصا. وبدأ مشروع تحويل «الصقالة» الى مطعم، حينما قرر ثلاثة أصدقاء جمع بينهم حب التراث وعشق الأماكن التاريخية، والمدينة العتيقة، تحويل ذلك المعلم المهجور إلى واحد من أحسن المطاعم والفضاءات السياحية في عاصمة المغرب الاقتصادية. ويجذب «الصقالة» ببساطته وأصالته السياح والمثقفين، للاستمتاع بقضاء أوقات هادئة وسط عبق التاريخ، الذي يضفي على المكان نوعا من الألفة والحميمية. من يصعد ادراج الصقالة،تستقبله فتاة جميلة، لا تفارق الابتسامة محياها،وهي مرتدية قفطانا مغربيا، فتقوده الى إحدى قاعات الضيافة الثلاث، التي يتكون منها «الصقالة». وتقع قاعة الضيافة الأولى بجانب الباب الرئيسي، مؤثثة بطاولات وكراس خشبية صغيرة، مطلية بلون أزرق سماوي، رصت بعناية، ومدت فوقها قطع صغيرة من الحصير تضفي عليها سحرا خاصا تذكر بمقاهي بداية القرن الماضي. وعلى يمين الباب الرئيسي تقع قاعة الضيافة الثانية، التي جهزت بكراس من الحديد المطروق بعناية، تميزها أشكال هندسية تنم عن ذوق رفيع، إلى جانب طاولات بإطارات حديدية تكسوها طبقة من الزليج المغربي التقليدي. وازدانت مختلف زوايا المكان بتحف فنية، إلى جانب بعض اللوحات الفنية المعلقة على الجدران، تجسد تاريخ الدار البيضاء وذاكرتها . ويقدم مطعم «الصقالة» لزبائنه قائمة تضم أشهى المأكولات التقليدية المغربية،وألذ المشروبات، التي يأتي الشاي «المنعنع» في مقدمتها. ويقدم «الصقالة» بثمن لا يتجاوز 3 دولارات أباريق الشاي بثلاثة أنواع من النعناع، وهو نبات أخضر يستعمل في تحضير الشاي في المغرب، وذلك حسب رغبة وذوق الزبون، إما بالنعناع «المكناسي»، أو «العبدي» أو بتشكيلة من النباتات العطرية. ويقدم الشاي غالبا مرفقا بـ«الكعك» وهو نوع من الحلوى المصنوعة من الدقيق والسكر والبيض والسمسم. ويوفر المطعم لعشاق القهوة إمكانية احتساء فناجين القهوة العربية الساخنة التي يختص المطعم بتقديمها مُنسمة ببعض التوابل المغربية.
وتختص قاعة الضيافة الثالثة بتقديم أشهى المأكولات التقليدية، التي تنتمي إلى المطبخ المغربي الغني، الذي يزاوج بين الخضراوات المختلفة والثمار، والتوابل، والأسماك الطرية، واللحوم الشهية، إلى درجة جعلت الكثير من زبائنه يصنفونه ضمن أفضل المطاعم الشرقية في المدينة «البيضاء». ويقدم المطعم وجبة «الطاجين» المغربي اللذيذ بأصناف مختلفة،فهناك طاجين اللحم بالخضراوات، وطاجين اللحم بالبرقوق المجفف، وطاجين السمك. وتدل كلمة طاجين على الوعاء الذي تحضر فيه الوجبة وليس على الوجبة ذاتها، وهو عبارة عن صحن مصنوع من الفخار، مزين بغطاء مخروطي الشكل، مرصع بزركشات مختلفة حسب المناطق. ويمزج طاجين اللحم بالخضراوات في تناغم تام بين قطع لحم الغنم وبعض الخضراوات المشكلة حسب الموسم، إضافة إلى زيت الزيتون وبعض البهارات التي تعطي للطبق نكهة خاصة. أما طاجين اللحم بثمار البرقوق المجفف، فيتكون من قطع اللحم وثمار البرقوق المجفف، المنقوع في الماء الساخن، والمزين بحبات اللوز المقلي، والسمسم في مزاوجة عجيبة بين المذاقين الحلو والمالح، لكن سر لذة الطبق يكمن في تناوله مع قطع خبز القمح التقليدي الساخن، باليد، على الطريقة المغربية، ولا ينصح باستعمال الشوكة والسكين. وهناك كذلك طاجين السمك، الذي يتكون من قطع السمك المنقوع في التوابل وزيت الزيتون وبعض الخضراوات مثل الفلفل والطماطم والزيتون الأخضر. ويقدم المطعم إضافة إلى الطاجين، وجبة «الحريرة»، وهي عبارة عن حساء لذيذ مشكل من قطع صغيرة من اللحم والطماطم، والعدس، والحمص وبعض التوابل، وهي شربة يقبل عليها المغاربة بكثرة خلال شهر رمضان. و«الصقالة» ليس مجرد مطعم لتقديم أشهى الأطباق المغربية، بل يتجاوز هذا الدور، باعتباره فضاء ثقافيا يحتضن بصفة منتظمة مجموعة من السهرات الفنية، والأنشطة الثقافية المتنوعة.
وفي مبادرة لإضفاء الطابع الثقافي على المشروع خصص القائمون على المطعم قاعة مستقلة للعروض التشكيلية يتم فيها تقديم أعمال بعض التشكيليين المغاربة للجمهور. وبهذا يكون «الصقالة» انتقل من الدور الدفاعي الذي رسم له في البداية، إلى دور إشعاعي على المستوى الثقافي والسياحي للتعريف بالطبخ المغربي والفن التشكيلي ايضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق