مدينة '"'العرائش'"'
مدينة العرائش توجد في الشمال الغربي من المغرب على المحيط الأطلسي،مكونة من قسم قديم مغربي إسلامي وجديد على الطراز العصري الاسباني، حيث انها تعتبر من اجمل مدن الشمال بل المغرب بطابعها المعماري المتنوع و المتشبع بحضارات الاندلس القديمة و العصرية ، تتمتع بمناخ معتدل طوال فصول السنة
تاريخ مدينة العرائش
لعبت العرائش على امتداد تاريخها و علاقتها بالمناطق المجاورة لشمال المغرب والاندلس دورا بارزا . حيث تتمتع بخصائص مماثلة سواء من حيث الاصل أو من حيث التطور. على اثر الانحطاط والاندثار لمدينة ليكسوس الأثرية خلال القرون الوسطى، تم تدعيم مدينة العرائش التي كانت بمثابة مجموعة حضرية صغيرة واقعة على ربوة تطل على مصب نهر اللوكوس ، من خلال مراحل الآتية:
القرن 15 الميلادي
الاهتمام المتزايد من طرف الاوروبيون خلال القرنين 13 و 14 الميلادي ، نتيجة وجودها على المحيط الأطلسي ومينائها بحثا على فرص التوسع للتبادل التجاري واحتلال مزيد من البلاد لإستعمارها وخصوصا من طرف الاسبان و البرتغاليون حيث بدأوا في احتلال المدن الشاطئية للمغرب ، عندما احتلت البرتغال مدينة أصيلة المجاورة بادر السلطان المريني محمد الشيخ المنصور الى تحصين مدينة العرائش وذلك باحاطتها بسور من الجهة العليا المحادي للقصبة التي غدت بمثابة أول مدار حضري للمدينة حيث يشكل باب القصبة المدخل الرئيسي له من جهة الغرب .
القرن 16 الميلادي
استمرت الحملات الاستعمارية ذات الطابع التوسعي العسكري من خلال القرن 15م ، فقد حاول البرتغاليون استعمرها سنة1489 م ثم حاولوا مرة ثانية ولكن تم دحرهم منها اثر هزيمة كبيرة على يد السلطان احمد المنصور الذهبي في معركة وادي المخازن سنة 1578م أو (معركة الملوك الثلاثة) على ضفة نهر اللوكوس، على اثر ذلك أمر السلطان أحمد المنصور بناء حصنين جديدين هما :
1 – حصن النصر (القبيبات) الذي يقع فوق مقر الحراسة القديم المشرف على المحيط الاطلسي ومدخل نهر اللوكوس المحادي لحي القبيبات .
2 - حصن الفتح المعروف حاليا ببرج اللقلاق وذلك لحماية المدينة من الغزوات البرية وإن كلا الحصنين تم تحصينهما باتباع الاسس الفنية السائدة في ايطاليا خلال القرن 16م ، وقد ساعدت هذه الحصون و القلاع على تنمية المنطقة المينائية برغم بقاء السكان في اطار أسوار القصبة ، مما ساهم في توسيع المدينة بتعمير مدارها الحضري القديم تمثل في ربط حي القصبة وحي القبيبات بالميناء عن طريق حي القبيبات و حي 2 مارس .
القرن 17 الميلادي
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .
لقد عرفت مدينة العرائش اطماع استعمارية عدة من طرف الاسبان الى ان تم لهم ذلك في بداية القرن 17 م خصوصا سنة 1610م على اثر تنازل السلطان محمد الشيخ عن المدينة للملك الاسباني فيليب الثالث بموجب اتفاقية ثنائية تساهم في تعمير المدينة وتحصينها وبناء مقر القيادة العسكرية بها بين القصبة وباب المدينة (كوماندانسيا ) وربط مراكزها العسكرية بمنطقة باب البحر و الميناء لتسهيل الامدادات لهم .
القرن 18 م و 19 الميلادي
تم استرجاع مدينة العرائش سنة 11\11\1689 م من طرف السلطان المولى اسماعيل العلوي مما دفعه لإعادة إعمار المدينة بصورة طبيعية بافراد جلبوا من المناطق المجاورة إذ ذاك تم اضافة اماكن جديدة كحي الغريسة وحي باب البحر و المناطق المجاورة لشارع 2 مارس الحالي، وخلال فترة حكم السلطان محمد بن عبد الله الممتدة من سنة 1757 الى 1790م تمت توسعة المدينة عمرانيا حيث تم انشاء أهم معالم المدينة ، سوق الصغير و الجامع الكبير ذات الطابع المغربي الاسلامي وتم تجديد مرافق عدة من اسوار ومخازن ودور الصناعة بحي الميناء واضافة حي الرماة واستكمال حي باب البحر نهائيا وظهور مقرات عدة للقنصليات الاجنبية بالمدينة، حيث عرفت المدينة خلال هذه الفترة نوعا من الاستقرار و التوسع وبروز أنماط معمارية متمثلة في خلق شوارع وأزقة وبنايات على جنبات الطرق الممتدة من باب المدينة في اتجاه المنطقة المحيطة بها واخرى داخل المنطقة المينائية مخرجة المدينة من النمط التحصني والاسوار التي ظلت فيه مدة طويلة . من خلال هذا التوسع استقرت بالمدينة جاليات صغيرة من الاسبان واليهود والبرتغاليون والفرنسيون والمان تقيم في المناطق المجاورة لشارع 2 مارس ، وقد ادى زيادة السكان المحليين الى اضافة وبناء بعض المرافق مثل جامع الانوار بحي القصبة وجامع الناصرية بحي باب البحر وجامع المصباحية بحي القبيبات .
القرن 20 الميلادي
عرفت المدينة خلال هذا القرن استعمار ثاني من طرف الاسبان سنة 1911م بحجة الحماية ومن خلال هذه المرحلة شهدت المدينة تطور عمرانيا امتد خارج الاسوار ويتضح ذلك جليا من خلال تصميم شارع محمد الخامس وشارع محمد الزرقطوني الحاليين، وكحلقة ربط بين المدينة القديمة و الحديثة ثم بناء ساحة إسبانيا ( ساحة التحرير حاليا ) كمحور ربط مجالي ووظيفي.وخارج النطاق الحضري تم إنشاء الثكنات العسكرية. وقد انتهت الفترة الاستعمارية سنة 1956م بحصول المغرب على الاستقلال من طرف الدولتين وقد تمت اضافة مرافق عديدة وجديدة حيوية .
مميزات المدينة أنها تشتمل على ثقافتين المغربية الاسلامية و الاسبانية التي مازالت آثارها موجودة لحد مثلها مثل مدن شمال المغرب وهذا التأثير كان في اللغة و نمط الحياة السكاني إلا أنه الآن تغيير من خلال هجرة سكان البوادي إلى المدينة و حيث تكونت عديد من أحياء الصفيح استخدمت كمأوى لهم وقد استعصى ايجاد حلول لهذه الظاهرة لحد الآن وكذلك وحدة شمال المغرب مع جنوبه و عوامل اخرى متعددة.
وقد عرفت المدينة ازدهاراَ خلال الستينات والسبعينات واوائل الثمانينات وتشهد الآن ركود وشلل في المجال الصناعي من خلال إغلاق أغلب المصانع الموجودة بها حيث اثر سلبا على المدينة اقتصاديا مما زاد من حالات البطالة وانتشار الهجرة السرية الى أوروبا .، كذلك ظهور ضعف البنية التحتية للمدينة من خلال التهميش التي مورست عليها خلال عقود وتعاقب أفراد لا هم لهم إلا تحصيل قدر كاف من الامتيازات المادية..الخ.
المدينة القديمة
أما الحقبة الاسلامية فعرفت بناء المدينة القديمة على مدخل النهر اللوكوس وخضوعها لجل الممالك المغربية الاسلامية التي تعاقبت على حكم المغرب حيث كان لهم الفضل في بنائها وإعمارها وقد ساهم الأندلسيين كذلك في عمارتها و المساهمة في الحياة العامة بعد النكبة التي اصابتهم في الاندلس ، تعد مدينة العرائش من المدن المغربية المحافظها على ثراتها القديم . تتمير المدينة القديمة بالطراز المغربي القديم ، المتكون من أزقة ضيقة، متصلة بعضها مع بعض وأبنية متلاصقة ومتجانسة من خلال الوانها الابيض و الازرق ،تمتاز بيوتها من الداخل بالطابع العربي الأندلسي المتكون من وسط البيت وغرف عالية السقف ومنقوشة باشكال هندسية اسلامية غاية في الجمال و الروعة، ويتخلل أزقتها الضيقة بوابات مشهورة مثل باب القصبة ، باب البحر، باب القبيبات، باب المدينة المدخل الرئيسي للمدينة القديمة وسوق تجاري يسمى سوق الصغير ما زال يؤدي دوره الى الآن ومساجد عثيقة كجامع الكبير المبني في القرن13م وهي أي المدينة القديمة محاطة بسور من كل الجهات و متلاسق مع الحصون التي كانت تحاط بها وتحميها من الغزاة الاجانب الوافدين عن طريق البحر من برتغاليين واسبان . وقد ساهم أغلب سلاطين المغرب ابتداء َمن دولة الأدارسة و الموحدين و المرابطين والمرينيين ثم العلويين في بنائها وإضافة معالم آثرية موجودة لحد الآن و من خلالها نذكر البعض منها
كوماندانسبا
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x580 .
كأي زائر لمدينة العرائش ليس له إلا أن يقف مشدودا الى بناية الكوماندانسيا المعروفة بصومعتها و التي كانت تتوسطها ساعة ، يمكن رؤيتها من عدة أماكن بالعرائش ، هذا البناء بناه مولاي اسماعيل خلال زيارته للمدينة بعد استرجاعها من طرف الإسبان خلال حملتهم الأولى على المدينة واتخدها قصرا له ، وقدشيدها الاسبان على أنقاض قصر مولاي اسماعيل واخيرا استعملها الإسبان كمقر للقيادة العسكرية خلال استعمارهم المدينة مرة ثانية بعد سنة 1911م وأدخلوا عليها تحسينات مما جعلهم يتخدونها مقر الحاكم العسكري أثناء احتلالهم للمدينة، مكانها وراء حي القصبة قرب المتحف الاثري ومسجد الأنوار, ورعي في بنائها الفن المغربي- الأندلسي - حيث تتوفر على مأذنة و زخارف اسلامية، وقد تعرضت هذه المعلمة للتخريب بعض الشيء، من خلال إتلاف ساعتها الشهيرة في أعلى الصومعة وقد ذكر ان الاسبان اخذوها معهم عند رحيلهم من المدينة وبعض معالمها وقد تم اصلاحها اخيراَ وحولت حاليا الى مقر مندوبية وزارة الثقافة و معهد الموسيقى بالمدينة .
حصن القبيبات
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 640x480 .
حصن القبيبات الذي يقع فوق مقر الحراسة القديم المشرف على المحيط الاطلسي ومدخل نهر اللوكوس المحادي لحي القبيبات بالمدينة القديمة ، يعتبر من الحصون القديمة التي كانت تمتاز به المدينة ( انظر صورة )، حيث أمر السلطان أحمد المنصور بناء حصنين جديدين خلال القرن 16م أي 1578وتحتل هذه القلعة مكان قلعة النصر التي شيدة في العصر الوسيط .حيث رعيت فيه الاسس الفنية السائدة في ايطاليا خلال القرن 16الميلادي وذلك من خلال تصميمها من طرف أسير ايطالي .وقد أخدت عدة أسماء و استعملت كمستشفى مدني في عهد الإسبان الى أن إمتدت إليها يد الإهمال حيث لم يبقى منها إلا الأطلال شاهد على خرابها من أيدي السوء ،والآن تم بيعه الى احد المشتثمرين الإسبان قصد تغييره الى فندق.
حصن النصر
حصن الفتح المعروف حاليا ببرج اللقلاق تم بنائه من خلال النصر الذي احرزه السلطان احمد المنصور الذهبي على البرتغاليون- خلال القرن السادس عش الميلادي وموقعه الآن وسط المدينة محاطاً بالحديقة العامة على جنبات شارع محمد الخامس .وقد حافظ على مقوماته رغم الاهمال الذي يعرفه من خلال عدم استغلاله سياحيا من طرف المجلس البلدي للميدنة.
المتحف الأثري
المتحف الآثري للمدينة هو عبارة عن قلعة بناها السلطان يوسف بن عبد الحق المريني حاكم الدولة المرينية. 1279 ميلادية ،ثم استعملوه الإسبان عند استعمارهم للمدينة كمخزن للأسلحة و مكان للقضاء ويقع قرب حي القصبة من الخلف مجاور للكوماندنسيا على ربوة تطل على مدخل المدينة من الشمال ونهر اللوكوس ، وأصبح يحتوي على جل الآثار التي تؤرخ للمدينة خلال فترة الفنيقيين و الإغريق و الرومان ثم الفترة الاسلامية. ,وقد تم اتخاده متحف آثري للمدينة سنة 1973ويحتوي على تحف وجدت في حفريات الموقع والتي تعرفنا بالحضارات التي توالت منذ العهد الفنيقي الى العصر الاسلامي، تبين المجموعات المتحفية المتنوعة المعروضة في المتحف على نمط الحياة التي عرفها المغرب خلال عهود الفنيقيين و القرطاجنيين ثم الروماني وذلك من خلال القطع النقدية و الحلي و أواني فخارية وآلات حربية المعروضة من خلال واجهات زجاجية حسب تسلسل الحضارات.
خصصت الواجهات الزجاجية للعرض التسلسلي للحضارات إذ نجد:
• الواجهة الزجاجية 1: الفترة الفنيقية والقرطاجية وتعرض بها الأواني الخزفية والفخارية التي كانت تستعمل في الحياة اليومية.
• الواجهة الزجاجية 2: تعرض بها قطع خزفية ذات طابع قرطاجي: مزهرية، قنديل/ مصباح هلينستي وأواني أخرى.
• الواجهة الزجاجية 3: تضم أواني من الفخار والخزف الأحمر، فسيفساء، مواد البناء، رحى، أدوات الصيد
• الواجهة الزجاجية 4: تعرض بها القطع الإسلامية التي تعود إلى العهد الموحدي) مزهرية بكتابات عربية منقوشة) والعهد المرابطي (مزهريات، قنينة عطر، قنديل..).الخ
سوق الصغير
يعتبر هذا السوق العتيق من أقدم الأماكن المعروفة بالمدينة نظرا لأهميته ولمكانه المتميز وسط المدينة ، يرجع تاريخه إلى السلطان محمد بن عبد الله الذي أمر ببنائه ووقفه على المسجد الأعظم الموجود به ايضا وتم ببنائه خلال توسعة المدينة من خلال اضافة معالم كثيرة لازالت شاهدة على تلك الحقبة، ويشتمل هذا السوق على عدة ابواب تؤدي الى أحياء قديمة نذكر منها :باب المدينة باب القصبة باب القبيبات وكان محاطا بأسوار تم ازالت معظمها قصد بناء المدينة الجديدة من جهة باب الغريسة.
باب المدينة
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 720x540 .
تعتبر من اهم عناصر العمارة الحديثة للمدينة رغم منظرها القديم حيث تعتبر المدخل الرئيسي للمدينة القديمة من جهة ساحة التحريرومركز أساسي وقد تم بنائه على انقاض باب قديم ويتوسط مجموعة محلات تجارية وبنايات على شكل دائري موازة مع الساحة المركزية للمدينة.
باب القصبة
وهي على الطراز المغربي مازالت شامخة الى الآن رغم بعض الاهمال التي طالها كذلك وهي مدخل الى حي القصبة التي تتكون من مجموعة منازل قديمة وطريق رئيسي يوصل الى المتحف الاثري و الى كوماندنسيا
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 720x540 .
مناخ المدينة
يمتاز بالاعتدال حيث تسجل 15 درجة في فصل الشتاء و ما بين 17 و 22 في فصلي الربيع و الخريف ، أما في الصيف فبين 25 و 30 درجة .
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .
مدينة العرائش توجد في الشمال الغربي من المغرب على المحيط الأطلسي،مكونة من قسم قديم مغربي إسلامي وجديد على الطراز العصري الاسباني، حيث انها تعتبر من اجمل مدن الشمال بل المغرب بطابعها المعماري المتنوع و المتشبع بحضارات الاندلس القديمة و العصرية ، تتمتع بمناخ معتدل طوال فصول السنة
تاريخ مدينة العرائش
لعبت العرائش على امتداد تاريخها و علاقتها بالمناطق المجاورة لشمال المغرب والاندلس دورا بارزا . حيث تتمتع بخصائص مماثلة سواء من حيث الاصل أو من حيث التطور. على اثر الانحطاط والاندثار لمدينة ليكسوس الأثرية خلال القرون الوسطى، تم تدعيم مدينة العرائش التي كانت بمثابة مجموعة حضرية صغيرة واقعة على ربوة تطل على مصب نهر اللوكوس ، من خلال مراحل الآتية:
القرن 15 الميلادي
الاهتمام المتزايد من طرف الاوروبيون خلال القرنين 13 و 14 الميلادي ، نتيجة وجودها على المحيط الأطلسي ومينائها بحثا على فرص التوسع للتبادل التجاري واحتلال مزيد من البلاد لإستعمارها وخصوصا من طرف الاسبان و البرتغاليون حيث بدأوا في احتلال المدن الشاطئية للمغرب ، عندما احتلت البرتغال مدينة أصيلة المجاورة بادر السلطان المريني محمد الشيخ المنصور الى تحصين مدينة العرائش وذلك باحاطتها بسور من الجهة العليا المحادي للقصبة التي غدت بمثابة أول مدار حضري للمدينة حيث يشكل باب القصبة المدخل الرئيسي له من جهة الغرب .
القرن 16 الميلادي
استمرت الحملات الاستعمارية ذات الطابع التوسعي العسكري من خلال القرن 15م ، فقد حاول البرتغاليون استعمرها سنة1489 م ثم حاولوا مرة ثانية ولكن تم دحرهم منها اثر هزيمة كبيرة على يد السلطان احمد المنصور الذهبي في معركة وادي المخازن سنة 1578م أو (معركة الملوك الثلاثة) على ضفة نهر اللوكوس، على اثر ذلك أمر السلطان أحمد المنصور بناء حصنين جديدين هما :
1 – حصن النصر (القبيبات) الذي يقع فوق مقر الحراسة القديم المشرف على المحيط الاطلسي ومدخل نهر اللوكوس المحادي لحي القبيبات .
2 - حصن الفتح المعروف حاليا ببرج اللقلاق وذلك لحماية المدينة من الغزوات البرية وإن كلا الحصنين تم تحصينهما باتباع الاسس الفنية السائدة في ايطاليا خلال القرن 16م ، وقد ساعدت هذه الحصون و القلاع على تنمية المنطقة المينائية برغم بقاء السكان في اطار أسوار القصبة ، مما ساهم في توسيع المدينة بتعمير مدارها الحضري القديم تمثل في ربط حي القصبة وحي القبيبات بالميناء عن طريق حي القبيبات و حي 2 مارس .
القرن 17 الميلادي
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .
لقد عرفت مدينة العرائش اطماع استعمارية عدة من طرف الاسبان الى ان تم لهم ذلك في بداية القرن 17 م خصوصا سنة 1610م على اثر تنازل السلطان محمد الشيخ عن المدينة للملك الاسباني فيليب الثالث بموجب اتفاقية ثنائية تساهم في تعمير المدينة وتحصينها وبناء مقر القيادة العسكرية بها بين القصبة وباب المدينة (كوماندانسيا ) وربط مراكزها العسكرية بمنطقة باب البحر و الميناء لتسهيل الامدادات لهم .
القرن 18 م و 19 الميلادي
تم استرجاع مدينة العرائش سنة 11\11\1689 م من طرف السلطان المولى اسماعيل العلوي مما دفعه لإعادة إعمار المدينة بصورة طبيعية بافراد جلبوا من المناطق المجاورة إذ ذاك تم اضافة اماكن جديدة كحي الغريسة وحي باب البحر و المناطق المجاورة لشارع 2 مارس الحالي، وخلال فترة حكم السلطان محمد بن عبد الله الممتدة من سنة 1757 الى 1790م تمت توسعة المدينة عمرانيا حيث تم انشاء أهم معالم المدينة ، سوق الصغير و الجامع الكبير ذات الطابع المغربي الاسلامي وتم تجديد مرافق عدة من اسوار ومخازن ودور الصناعة بحي الميناء واضافة حي الرماة واستكمال حي باب البحر نهائيا وظهور مقرات عدة للقنصليات الاجنبية بالمدينة، حيث عرفت المدينة خلال هذه الفترة نوعا من الاستقرار و التوسع وبروز أنماط معمارية متمثلة في خلق شوارع وأزقة وبنايات على جنبات الطرق الممتدة من باب المدينة في اتجاه المنطقة المحيطة بها واخرى داخل المنطقة المينائية مخرجة المدينة من النمط التحصني والاسوار التي ظلت فيه مدة طويلة . من خلال هذا التوسع استقرت بالمدينة جاليات صغيرة من الاسبان واليهود والبرتغاليون والفرنسيون والمان تقيم في المناطق المجاورة لشارع 2 مارس ، وقد ادى زيادة السكان المحليين الى اضافة وبناء بعض المرافق مثل جامع الانوار بحي القصبة وجامع الناصرية بحي باب البحر وجامع المصباحية بحي القبيبات .
القرن 20 الميلادي
عرفت المدينة خلال هذا القرن استعمار ثاني من طرف الاسبان سنة 1911م بحجة الحماية ومن خلال هذه المرحلة شهدت المدينة تطور عمرانيا امتد خارج الاسوار ويتضح ذلك جليا من خلال تصميم شارع محمد الخامس وشارع محمد الزرقطوني الحاليين، وكحلقة ربط بين المدينة القديمة و الحديثة ثم بناء ساحة إسبانيا ( ساحة التحرير حاليا ) كمحور ربط مجالي ووظيفي.وخارج النطاق الحضري تم إنشاء الثكنات العسكرية. وقد انتهت الفترة الاستعمارية سنة 1956م بحصول المغرب على الاستقلال من طرف الدولتين وقد تمت اضافة مرافق عديدة وجديدة حيوية .
مميزات المدينة أنها تشتمل على ثقافتين المغربية الاسلامية و الاسبانية التي مازالت آثارها موجودة لحد مثلها مثل مدن شمال المغرب وهذا التأثير كان في اللغة و نمط الحياة السكاني إلا أنه الآن تغيير من خلال هجرة سكان البوادي إلى المدينة و حيث تكونت عديد من أحياء الصفيح استخدمت كمأوى لهم وقد استعصى ايجاد حلول لهذه الظاهرة لحد الآن وكذلك وحدة شمال المغرب مع جنوبه و عوامل اخرى متعددة.
وقد عرفت المدينة ازدهاراَ خلال الستينات والسبعينات واوائل الثمانينات وتشهد الآن ركود وشلل في المجال الصناعي من خلال إغلاق أغلب المصانع الموجودة بها حيث اثر سلبا على المدينة اقتصاديا مما زاد من حالات البطالة وانتشار الهجرة السرية الى أوروبا .، كذلك ظهور ضعف البنية التحتية للمدينة من خلال التهميش التي مورست عليها خلال عقود وتعاقب أفراد لا هم لهم إلا تحصيل قدر كاف من الامتيازات المادية..الخ.
المدينة القديمة
أما الحقبة الاسلامية فعرفت بناء المدينة القديمة على مدخل النهر اللوكوس وخضوعها لجل الممالك المغربية الاسلامية التي تعاقبت على حكم المغرب حيث كان لهم الفضل في بنائها وإعمارها وقد ساهم الأندلسيين كذلك في عمارتها و المساهمة في الحياة العامة بعد النكبة التي اصابتهم في الاندلس ، تعد مدينة العرائش من المدن المغربية المحافظها على ثراتها القديم . تتمير المدينة القديمة بالطراز المغربي القديم ، المتكون من أزقة ضيقة، متصلة بعضها مع بعض وأبنية متلاصقة ومتجانسة من خلال الوانها الابيض و الازرق ،تمتاز بيوتها من الداخل بالطابع العربي الأندلسي المتكون من وسط البيت وغرف عالية السقف ومنقوشة باشكال هندسية اسلامية غاية في الجمال و الروعة، ويتخلل أزقتها الضيقة بوابات مشهورة مثل باب القصبة ، باب البحر، باب القبيبات، باب المدينة المدخل الرئيسي للمدينة القديمة وسوق تجاري يسمى سوق الصغير ما زال يؤدي دوره الى الآن ومساجد عثيقة كجامع الكبير المبني في القرن13م وهي أي المدينة القديمة محاطة بسور من كل الجهات و متلاسق مع الحصون التي كانت تحاط بها وتحميها من الغزاة الاجانب الوافدين عن طريق البحر من برتغاليين واسبان . وقد ساهم أغلب سلاطين المغرب ابتداء َمن دولة الأدارسة و الموحدين و المرابطين والمرينيين ثم العلويين في بنائها وإضافة معالم آثرية موجودة لحد الآن و من خلالها نذكر البعض منها
كوماندانسبا
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x580 .
كأي زائر لمدينة العرائش ليس له إلا أن يقف مشدودا الى بناية الكوماندانسيا المعروفة بصومعتها و التي كانت تتوسطها ساعة ، يمكن رؤيتها من عدة أماكن بالعرائش ، هذا البناء بناه مولاي اسماعيل خلال زيارته للمدينة بعد استرجاعها من طرف الإسبان خلال حملتهم الأولى على المدينة واتخدها قصرا له ، وقدشيدها الاسبان على أنقاض قصر مولاي اسماعيل واخيرا استعملها الإسبان كمقر للقيادة العسكرية خلال استعمارهم المدينة مرة ثانية بعد سنة 1911م وأدخلوا عليها تحسينات مما جعلهم يتخدونها مقر الحاكم العسكري أثناء احتلالهم للمدينة، مكانها وراء حي القصبة قرب المتحف الاثري ومسجد الأنوار, ورعي في بنائها الفن المغربي- الأندلسي - حيث تتوفر على مأذنة و زخارف اسلامية، وقد تعرضت هذه المعلمة للتخريب بعض الشيء، من خلال إتلاف ساعتها الشهيرة في أعلى الصومعة وقد ذكر ان الاسبان اخذوها معهم عند رحيلهم من المدينة وبعض معالمها وقد تم اصلاحها اخيراَ وحولت حاليا الى مقر مندوبية وزارة الثقافة و معهد الموسيقى بالمدينة .
حصن القبيبات
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 640x480 .
حصن القبيبات الذي يقع فوق مقر الحراسة القديم المشرف على المحيط الاطلسي ومدخل نهر اللوكوس المحادي لحي القبيبات بالمدينة القديمة ، يعتبر من الحصون القديمة التي كانت تمتاز به المدينة ( انظر صورة )، حيث أمر السلطان أحمد المنصور بناء حصنين جديدين خلال القرن 16م أي 1578وتحتل هذه القلعة مكان قلعة النصر التي شيدة في العصر الوسيط .حيث رعيت فيه الاسس الفنية السائدة في ايطاليا خلال القرن 16الميلادي وذلك من خلال تصميمها من طرف أسير ايطالي .وقد أخدت عدة أسماء و استعملت كمستشفى مدني في عهد الإسبان الى أن إمتدت إليها يد الإهمال حيث لم يبقى منها إلا الأطلال شاهد على خرابها من أيدي السوء ،والآن تم بيعه الى احد المشتثمرين الإسبان قصد تغييره الى فندق.
حصن النصر
حصن الفتح المعروف حاليا ببرج اللقلاق تم بنائه من خلال النصر الذي احرزه السلطان احمد المنصور الذهبي على البرتغاليون- خلال القرن السادس عش الميلادي وموقعه الآن وسط المدينة محاطاً بالحديقة العامة على جنبات شارع محمد الخامس .وقد حافظ على مقوماته رغم الاهمال الذي يعرفه من خلال عدم استغلاله سياحيا من طرف المجلس البلدي للميدنة.
المتحف الأثري
المتحف الآثري للمدينة هو عبارة عن قلعة بناها السلطان يوسف بن عبد الحق المريني حاكم الدولة المرينية. 1279 ميلادية ،ثم استعملوه الإسبان عند استعمارهم للمدينة كمخزن للأسلحة و مكان للقضاء ويقع قرب حي القصبة من الخلف مجاور للكوماندنسيا على ربوة تطل على مدخل المدينة من الشمال ونهر اللوكوس ، وأصبح يحتوي على جل الآثار التي تؤرخ للمدينة خلال فترة الفنيقيين و الإغريق و الرومان ثم الفترة الاسلامية. ,وقد تم اتخاده متحف آثري للمدينة سنة 1973ويحتوي على تحف وجدت في حفريات الموقع والتي تعرفنا بالحضارات التي توالت منذ العهد الفنيقي الى العصر الاسلامي، تبين المجموعات المتحفية المتنوعة المعروضة في المتحف على نمط الحياة التي عرفها المغرب خلال عهود الفنيقيين و القرطاجنيين ثم الروماني وذلك من خلال القطع النقدية و الحلي و أواني فخارية وآلات حربية المعروضة من خلال واجهات زجاجية حسب تسلسل الحضارات.
خصصت الواجهات الزجاجية للعرض التسلسلي للحضارات إذ نجد:
• الواجهة الزجاجية 1: الفترة الفنيقية والقرطاجية وتعرض بها الأواني الخزفية والفخارية التي كانت تستعمل في الحياة اليومية.
• الواجهة الزجاجية 2: تعرض بها قطع خزفية ذات طابع قرطاجي: مزهرية، قنديل/ مصباح هلينستي وأواني أخرى.
• الواجهة الزجاجية 3: تضم أواني من الفخار والخزف الأحمر، فسيفساء، مواد البناء، رحى، أدوات الصيد
• الواجهة الزجاجية 4: تعرض بها القطع الإسلامية التي تعود إلى العهد الموحدي) مزهرية بكتابات عربية منقوشة) والعهد المرابطي (مزهريات، قنينة عطر، قنديل..).الخ
سوق الصغير
يعتبر هذا السوق العتيق من أقدم الأماكن المعروفة بالمدينة نظرا لأهميته ولمكانه المتميز وسط المدينة ، يرجع تاريخه إلى السلطان محمد بن عبد الله الذي أمر ببنائه ووقفه على المسجد الأعظم الموجود به ايضا وتم ببنائه خلال توسعة المدينة من خلال اضافة معالم كثيرة لازالت شاهدة على تلك الحقبة، ويشتمل هذا السوق على عدة ابواب تؤدي الى أحياء قديمة نذكر منها :باب المدينة باب القصبة باب القبيبات وكان محاطا بأسوار تم ازالت معظمها قصد بناء المدينة الجديدة من جهة باب الغريسة.
باب المدينة
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 720x540 .
تعتبر من اهم عناصر العمارة الحديثة للمدينة رغم منظرها القديم حيث تعتبر المدخل الرئيسي للمدينة القديمة من جهة ساحة التحريرومركز أساسي وقد تم بنائه على انقاض باب قديم ويتوسط مجموعة محلات تجارية وبنايات على شكل دائري موازة مع الساحة المركزية للمدينة.
باب القصبة
وهي على الطراز المغربي مازالت شامخة الى الآن رغم بعض الاهمال التي طالها كذلك وهي مدخل الى حي القصبة التي تتكون من مجموعة منازل قديمة وطريق رئيسي يوصل الى المتحف الاثري و الى كوماندنسيا
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 720x540 .
مناخ المدينة
يمتاز بالاعتدال حيث تسجل 15 درجة في فصل الشتاء و ما بين 17 و 22 في فصلي الربيع و الخريف ، أما في الصيف فبين 25 و 30 درجة .
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق