Guide Touristique du Maroc, Travel in Morocco,الجاليه المغربيه بالخارج,المطبخ المغربي
الاثنين، 27 مايو 2013
الخميس، 23 مايو 2013
أدونيس ..عاشق المغرب
أدونيس ..عاشق المغرب
محمّد محمّد الخطّابي*
الخميس 23 ماي 2013 - 13:40
من غرناطة..إلى رباط الفتحذكريات وصدف الشّعر، والفكر،والكلمة ،والحرف، والموسيقى، والسّماع جمعتني والشّاعر الكبير " أدونيس" فى مدينة غرناطة الفيحاء منذ أمد غير بعيد ، فلمست فيه الإنسان البسيط ، والشاعر الكبير، إنّه " علي أحمد سعيد إسبر" المعروف بـ" أدونيس"الذي يستقي إسمه الموسيقي الرنّان من أساطير الفنقييّن، الرّجل الذي يكاد ألاّ يرفع عينيه فى محيّاك وهو يخاطبك ، تواضعه الجمّ كان محطّ أنظار جميع من عرفوه، أوعايشوه عن قرب ، هذا الشاعرالمعنّى الذي يأخذك فى هنيهة واحدة بحلو كلامه ، وطلاوة لسانه ، وجزالة ورقّة وعمق شعره، وخفّة ظلّه، إلى ضفاف دجلة، والفرات، والنّيل، وأبي رقراق، وبردا.... ويطير بك فى الفضاءات الإبداعية الرّاقية عبرالأجواء الشّعرية الحالمة ، من قريته وضيعته البعيدة فى الزّمان والمكان "قصّابينّ" بمحافظة اللّاذقية بموطنه الأصلي سوريّة الكسيرة، إلى مختلف عواصم العالم وبقاعه وأصقاعه، إلى القاهرة، وبغداد ودمشق،وبيروت،والرّباط،ومجريط ،وغرناطة وسواها من بلاد الله الواسعة، وأخيرا باريس حيث حطّ الرّحال من طول تجوال وتنقال.
ها هو اليوم يزور بلادنا، ويجوب فى ربوعها من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، فى عوالم سوس العالمة والشّاعرة ، معانقا شجرة ألأركان ،سرّ وسحر الطبيعة الخلاّبة التي جادت بها ثرى هذا التّراب التّبر ،أدونيس لم يخف إنبهاره وإعجابه بهذه الشجرة العجيبة المعطاء ، التي تقدّم بسخاء للنّاس من كلّ الأعراق والأجناس الغذاء، والظلال، والجمال، والبهاء، والإنبهار. فالمغرب بالنسبة لهذا الشاعر الحداثي المصداح يمثل "الخلاصة الحضارية للّقاء بين الشرق العربي، والغرب الأوروبي". جاء، وشرّفنا بمجيئه إحتفاء بالرباط كتراث إنساني، وفيها وبين جنباتها وأرباضها وضواحيها صدح صوته بقصيد الأربعين عاما ، ولسان حاله يقول فى سرّه وعلنه مع الشاعر العربيّ القديم : وماذا يدّري الشعراء منيّ.... وقد جاوزت حدّ الأربعين .... !، أو بالأحرى يردّد مع زهيرابن أبي سلمى المزني مطلع قصيدته الميمية الذائعة الصّيت : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش...ثمانين حولا ألا أبا لك يسأم ...أو يهمس مع شاعرآخرمن بني جلدته وطينته القائل : إنّ الثمانين وقد بلّغتها....قد أحوجت سمعي إلى ترجمان .
ومثلما سحرت مدينة الرّباط " أدونيس" وهام بالمغرب هياما ، فقد سحرته كذلك من قبل مدينة غرناطة، وهام بإسبانيا حبّا وصبابة وجوى. قال الشاعر الكوري " كيم كيدونغ": " إن مدينة غرناطة قصيدة كبرى"، ويؤكّد " أدونيس" من جهته وسواه من الشعراء فى الماضي والحاضر والآتي أنّ غرناطة هي مدينة الشّعر والأدب والإبداع بدون منازع، كلّ ركن من أركان هذه المدينة يبدو وكأنّه عالم سحري رومانتيكي حالم، حافل بالأساطير والخيال ، يفوح بعطر الشعر، وعبق التاريخ ،فقد كانت هناك دائما صلة وثقى، وآصرة لا إنفصام لها بين هذه المدينة وبين الشعر،وقصر الحمراء ،وجنّة العريف، وحيّ البيّازين، وفيدريكوغارسيا لوركا من العلامات البارزة التي تؤكّد هذه الحقيقة، ناهيك عن ماضي المدينة الزّاهر إبّان الوجود الإسلامي بها، حيث إزدهرت مختلف أنواع العلوم والمعارف ، وفنون القول والإبداع وفي مقدّمتها الشّعروالموسيقى ، وها هي ذي جدران الحمراء تقف شامخة شاهدة على ذلك، إنّها تحفل بالعديد من القصائد الشّعرية الرقيقة ، لإبن زمرك، وإبن الجيّاب، ولسان الدين ابن الخطيب وسواهم من الشّعراء الأندلسيّين المجيدين، الذين نقشت أشعارهم على جدران هذه المعلمة الحضارية والعمرانية الرائعة، أو علّقت كما كانت تعلّق قديما قصائد أصحاب المعلّقات أوالمذهّبات على الكعبة، وقصائد شعرائنا الأندلسيّين ما زالت موجودة إلى يومنا هذا ماثلة أمامنا وأمام الفيض الهائل والكبيرمن الزوّار الذين يتقاطرون على "الحمراء" كلّ يوم من كلّ صوب وحدب، من مختلف أصقاع العالم. وفى نفس المكان الذى اغتيل فيه الشاعر فيدريكوغارسيا لوركا ، وكذا فى منزله تنظم قراءات شعرية، وعروض موسيقية على إمتداد الحول تقديرا للشّعر ولعبقرية هذا الشاعر ، ألم يكن هاجس الموت فى شعره قويّا زخما؟ أليس هو القائل:
أصوات الموت دقّت
بالقرب من الوادي الكبير
أصوات قديمة طوّقت
صوت القرنفل الرجولي
ومات على جنب
القصيدة أسمى مراتب الإبداع
قال الشاعر أدونيس ذات مرّة فى إحدى المهرجانات التي جمعتنا فى غرناطة الحمراء: لا السّياسة ، ولا التجارة تعبّران عن هويّة شعب، الذي يعبّر تعبيرا حقيقيا عن هويّة شعب هو الخلق والإبداع،والقصيدة هي أسمى وسائل التعبيرفي مختلف الميادين ، وهي أعلى مراتب الإبداع،. هناك أناس يكتفون بالنظر إلى العالم،وهناك أناس آخرون وهم الشعراء يذهبون إلى أبعد من ذلك ، إنهم يحاولون الدخول في عقول القرّاء، ويعملون على تحويل العالم إلى مكان أكثر أمنا وشاعرية . وينبغي على الشّاعر أن يكون شاهدا على ما هو حقيقي أومخادع، ومن ثم يأتي إهتمامه بالكائن البشرىّ. ويرى أدونيس أنّ الشّعر يتخطّى الكلمات ،وهو ضرب من ضروب الوجود ، إنّ دور الشاعر هو الكفاح الدائم ، ودعم الثورات الحقيقية. وقال إنّه لم يسهم بمفرده فى تطوير الشعرالعربي- كما ذهبت الشاعرة الإسبانية راكيل لانسيروس- بل كان هناك شعراء كبار كثيرون تعلّم منهم ،لقد رافقه شعراء آخرون قبله وبعده الذين أسهموا جميعا في تطوير الشّعر العربي الحديث. وقال: إنّ الشّعر بالنسبة له هو الحبّ، وهو أبعد من الكلمات والتعبير وهويكتب ويقرض الشعر ليعيش أحسن، وليتفاهم أكثر، ويفهم الآخرين والعالم الذي نعيش فيه، وهو لا يستطيع العيش بدون شعر. والخلق أوالإبداع عنده هوالتعبيرعن مختلف ميادين الأدب والشّعر والتشكيل والموسيقى، الإبداع هو التغيير وإعطاء صورة جديدة للعالم ،هو إعطاء صورة جديدة للكلمات ، وقال ينبغي لنا تغيير العلاقات بين العالم وبين النصّ والشّعراء والإبداع في جميع الميادين ، والقصيدة عنده ليست إنتاجا ، التصنيع هو إنتاج، والإبداع هو الشّعر، والشّعر رحلة جوّانية للبحث عن صورة أكثر إنسانية للعالم الذي يحيط بنا.
أدونيس والغرب
وقال أدونيس: إنه هاجر عام 1956 من بلده سورية ،وهو يقيم في فرنسا منذ أوائل الثمانينات، وهو ضدّ الأيديوجيات التي تستأثر بالسّلطة،ولا تهتمّ بتغيير المجتمع ، والسّلطة الحقيقية هي التي تغيّر المجتمع ومؤسّساته لتصبح أكثر عدالة وأكثر حريّة،وتحدّث عن فصل الدّين والدولة ،وأشار أنّ الإسلام عقيدة وثقافة، ولا ينبغي أن يستعمل لأهداف سياسية، وقال إنّه يتفهّم الحركات التي عرفها العالم العربي، وأنّ الشباب العربي قام بحركة رائعة ، وعلى الرّغم من العراقيل، فإنّ هذا الشباب سيستمرّ في هذه الثورة . وقال ينبغي على الشّعراء والكتّاب أن يقفوا إلى جانب المقهورين، وضدّ التدخل الأجنبي والأمريكي على وجه الخصوص، وأنّ هذا التدخل لا يمكن أن يفضي سوي إلى مزيد من العنف، وضرب مثالا بالأوضاع المعاشة حاليا فى بالعراق وليبيا وتونس ، و إنه ينبغي لنا أن ننتظر حتى نرى ما ستؤول إليه الأوضاع في مصر وفي العالم العربي، وقال إنّ الغرب يتظاهرأنه يدافع عن حقوق الإنسان، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يبدأ بسورية ،وهو لا يفعل شيئا ، ولا يقول شيئا للدّفاع عن الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه منذ أزيد من خمسين عاما ،. و الغرب لا يدافع عن حقوق الإنسان بقدر ما يدافع عن مصالحه الإستراتيجية وعن البترول والغاز والطاقة. وأدونيس معروف بدفاعه عن حريّة المرأة ،وهو يؤكّد أنّه لايمكن أن يكون هناك مجتمع حرّ بدون حريّة المرأة.
وهو يشعر أن فيديريكو غارسيا لوركا والشّعراء الإسبان هم عرب ، مثلما يشعر هو بأنّه شاعر إسباني، والشّعرفى منظوره يمحي ويزيل الحدود بيننا . ويروق لأدونيس الإستشهاد ب "التّوحيدي" الذي كان يقول الصّديق هو الآخر، وهذا الآخر هو أنت نفسك، وهكذا يغدو الآخر عنصرا مكوّنا أو مؤسّسا للأنا. والشّعر هو الذي يلقّننا ذلك ويقودنا إليه.
الشّعراء أكثر تأثيرا فى وجدان العالم
ويرى أدونيس أن الرّوائيين ليس لهم أيّ تأثير كبير في المجتمع المعاصر،وفى هذا العالم ، حتى وإن كان لهم قرّاء أكثر ممّا لدى الشّعراء ، فإنّ الرّوائيين يمرّون فى عقل أيّ إنسان بطريقة أفقيّة وسطحيّة وهم يؤثّرون في القرّاء المستهلكين ، أمّا الشّعراء فيؤثّرون في القرّاءالمبدعين ، فسرد العالم يعني نسخه ، وإذا كنا ما نقوم به هو إستنساخ الحياة، فإننا لا نقوم بأيّ شئ حقيقي، فالفنّ والإبداع ينبغي لهما خلق طاقة منتجة ، والشّعر يتميّز برؤيا خاصّة وشاعريّة للعالم.
وعن دور الشّعر في المجتمع المعاصر يرى أدونيس:" الآن يبدو أنّه لم يعد للفلاسفة والعلماء ما يقولونه ،ولكن الشّعراء نعم " ويرى كذلك أنّ الشعر لا ينطوي على جانب علمي، ولهذا فقد لا يكون فى مقدوره تغيير العالم ، إلاّ أنّه يمكنه تغيير رؤية الإنسان حيال هذا العالم ، ونوعية علاقاته مع الآخرين.
وقال: إنّ علاقته بالشعر هي أكثر غنى وثراء الآن ممّا كانت عليه عندما بدأ ينظم الشعر،وهو دائم المطالبة بمزيد من الحوار والتفاهم المتبادل، ولديه الثقة الكاملة فى الطاقات البشريّة المتوفّرة في حوض المتوسّط شريطة ألّا نظلّ حبيسي التجارة والعسكرة ، وإذا كان يبدو للناس أنّ هناك ثقافة متوسّطية واحدة، فهذا ليس صحيحا ، فالمتوسّط يقدّم لنا ثراء وتنوّعا رائعين، ولهذا ينبغي لنا أن نهتدى لإيجاد طريق التفاهم والحوار".
ونحن جلوس، والشّفق الغرناطي الذي ليس له نظير يعلن بإنصرام يوم، وإنسدال ستائر الليل الجميل فى تؤدة وتأنّ ورفق وهدوء على جدران ومرتفعات وآكام قصرالحمراء ، فإذا بصوت شاعري رخيم يسمع من بعيد، من وراء الأفق الأحمر القاني يترجّى الشمس المائلة نحو المغيب صادحا " يا شمس العشيّة أمهل لا تغيبي بالله رفقا "، و فى تلك اللحظة أيضا، فى مدينة السّحر، والعطر، والصّبا، والجمال رمقنا هيدب إبن سهل الإشبيلي الأندلسي يشرئبّ بعنقه ، ويطلّ علينا من على أكمة الحمراء، ولسان حاله يقول مخاطبا أدونيس :
كيف خلاص القلب من شاعر
رقت معانيه عن النقد
يصغر نثر الدرّ من نثره
ونظمه جلّ عن العقد
وشعره الطائل فى حسنه
طال على النابغة الجعدي
*****
*كاتب من المغرب يعيش فى إسبانيا (غرناطة)
50 شخصية تكره المغرب
من بوتفليقة إلى بينيلوبي كروز.. 50 شخصية تكره المغرب
هسبريس من الدار البيضاء
الخميس 23 ماي 2013 - 10:07
ليس للدول أصدقاء، بل لها مصالح فقط، جملة شهيرة للجنرال الفرنسي شارل ديغول، لكن جملة جنرال فرنسا الحرة بقيت مبتورة، لأن الدول في سعيها لخدمة مصالحها تصنع لنفسها الكثير من الأعداء. أعداء المغرب هم أناس تضاربت مصالحهم أو ولاءاتهم الإيديولوجية مع المغرب في لحظة ما، كل منهم اكتشف في فترة من حياته المهنية أو السياسية أو الشخصية أن المغرب هو عدوه الذي تجب عليه محاربته بكل الوسائل، هم قوم توزعوا على القارات والبلدان والمشارب السياسية والفكرية، لكنهم تجمعوا في خندق كره البلد الذي نعيش تحت سمائه.غلاف العدد الجديد لـ"مجلة هسبريس" يحمل عنوان "50 شخصية تكره المغرب"، وهو ملف أشرفت على إعداده هيئة تحرير المجلة بتعاون مع العديد من المتتبعين، لنحصي كل تلك الملامح التي يزعجها المغرب، فللجغرافيا قدرها الذي لا مفر منه، وللتاريخ مكره، الجغرافيا والتاريخ أهديانا عدوين طبيعيين هما إسبانيا والجزائر...جارنا الشرقي مازال يشعر بنداء "الحكرة" الذي أطلقه الرئيس الراحل أحمد بنبلة إثر حرب الرمال خريف عام 1963 ، بعدما داست الدبابات المغربية الصحراء الشرقية التي رفضت الجزائر الوليدة إعادتها للمغرب، ولد الحقد في تلك الفيافي وسقته التحولات السياسية إلى أن أصبح كره المغرب دينا يدخل فيه ذوو البزة العسكرية أفواجا، ويدخلون فيه كل من دار في فلكهم في أنحاء المعمور، وتحولت الجزائر إلى ماكينة لإنتاج أعداء للمغرب، بل إنها أنتجت له أكبر عدو في تاريخه الحديث هو جبهة البوليساريو.
وقد انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 23 ماي 2013 عملية توزيع العدد 21 لـ"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباط والدار البيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 24 ماي 2013.
كما تنشر "مجلة هسبريس"، في عددها الـ21، ريبورتاجا قويا من إعداد الزميل طارق العاطفي، والذي انتقل نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة الناظور، وبالضبط "جبل كوروكو" ليرصد أحوال المهاجرين غير النظاميين، المتحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد أن تعالت وتيرة الهجمات التي شنّوها على السياجات المحيطة بمدينة مليليّة.. يائسون هم من واقع الحال ويعقِبون الكَرّة بنظيرتها لأجل اختراق باب "الإلدورادو الأوربي" المتموقعة على مرمَى حجر من أحراش غابة كُورُوكُو.. أجساد غالبيّتهم شقّتها الأسلاك الشائكَة، وعظام معظمهم تهشّمت تحت هراوات حرس الحدود.. العاطفي جاب مساحة واسعة من غابة كُورُوكُو الكائنة ضواحي النّاظور، وحلّ ضيفا على الـ "أفريكَانُو"، التسمية التي ينادِي بها لسان أهل المنطقة هؤلاء الوافدين، لينقل إلى قرّاء "مجلة هسبريس" صورة عن سكان قرى بدائيَة يأملون في "الرّحيل"..
في العدد 21 لـ"مجلة هسبريس" أيضا يتابع الزميل عماد استيتو في تبويب "هذا المغرب" قضية معتقلي "الخميس الأسود" والتي تحولت اليوم إلى قضية رأي عام، بعد أن أخذت مسارا خطيرا إثر تناسل الاتهامات التي وجهتها عائلات المعتقلين إلى الأمن بالغلو والتعسف في اعتقال أبنائهم وتعذيبهم داخل مخافر الشرطة، وانتهاك حقوقهم لتقديمهم كبش فداء للتغطية على ما حدث يوم "غزوة الدمار" التي نفذها عدد من جماهير فريق الجيش الملكي في العاصمة الاقتصادية قبل مباراة الكلاسيكو، التي جمعت فريق الرجاء البيضاوي بفريق الجيش الملكي.
من جهة أخرى، انتقل الزميل إسماعيل التزارني إلى مدينة أكادير ليرصد ظواهر بيئية خطيرة بهذه المدينة، وكتب تحت عنوان: "عاصمة سوس تختنق": سوائل تتدفق بلون مقرف، روائح كريهة تنبعث من المطرح البلدي، مصانع تخنق السكان بالأدخنة في حي أنزا، وأخرى تصب شوائبها مباشرة في البحر، فيول صناعي بأحد الأودية... رئات أكادير مهددة بسرطان اسمه التلوث، فيما يعود الزميل خالد ماهر ليتناول بالتحليل قضية "الحساب المشترك" تحت عنوان: "بلاك بوكس الديوانة.. من يستطيع الاقتراب من الحساب المشترك"، هذا الأخير الذي صار يوصف بأنه "الطريق السيار لهدر المال العام" في الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة.
كما تجدون في العدد 21 من "مجلة هسبريس" نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول: "هل تعتقد أن حزب الاستقلال جاد في قرار انسحابه من الحكومة؟"، إذ صوت 81 في المائة من المشاركين بـ"لا"، مقابل 13 في المائة التي أجابت بـ"نعم"، وشارك في الاستطلاع أكثر من 36 ألف مغربية ومغربي، وعلق على هذه النتائج في المجلة كل من البرلمانية عن حزب الاستقلال زينب قيوح، وعبد الصمد الإدريسي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية.
في العدد 21 أيضا لـ"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، نبيل ادريوش ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتير التي خصها الفنان خالد كدار لموضوع صراع شباط وبنكيران، بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد 20 والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي.
نقلا عن جريدة هسبريس
الأربعاء، 22 مايو 2013
منتجع مازاغان السياحي في المغرب يقدم عروضاً خاصة للسعوديين
مخصصة للسياح السعوديين تتضمن إقامة 4 ليال ودفع أجر 3 منها فقط أو إقامة 7 ليال ودفع أجر 5 فقط وذلك تلبية للنمو المتزايد الذي تشهده منطقة شمال افريقيا في أعداد السياح القادمين من السعودية والباحثين عن قضاء إجازات بمستوى راق من الرفاهية وفي طقس معتدل ومنعش خلال فصل الصيف.
ويعد منتجع مازاغان السياحي في المغرب الوجهة العائلية المثالية لقضاء الإجازات الصيفية بسبب الأجواء المنعشة ودرجات الحرارة المعتدلة والعروض المتنوعة والتي تم تصميمها خصيصاً للارتقاء بتجربة الإقامة في المنتجع. وتشمل العروض عرض غرفة بسرير مزدوج تتسع لشخصين بالغين وطفلين دون سن الثانية عشرة وفطور لشخصين بالغين وطفلين ووجبات للأطفال ودخول إلى نوادي الأطفال من مختلف الأعمار «بيبي كلوب» و»كيدز كلوب» و»كلوب راش» وعبور إلى النوادي الخاصة بالأنشطة الترفيهية والرياضية مثل ممر الدراجات الهوائية وملعب التنس والرماية ونادي اللياقة ومركز «الحمام المغربي» وغرفة البخار إضافة إلى خدمات النقل من وإلى المطار عبر خدمة النقل المسبقة الحجز.
ويشهد المنتجع، الذي طوّرته شركة «كيرزنر» الدولية، أعداداً كبيرة من العائلات السعودية سنوياً ومن المتوقع أن يتواصل توافد العائلات السعودية إلى المغرب ومنطقة شمال افريقيا بسبب طبيعة الجو المثالي للعطل التي تتميز به هذه المنطقة.
ويقع منتجع مازاغان السياحي على بعد 90 كيلومتراً جنوب الدار البيضاء في الجديدة، وهو وجهة ساحلية مطلة على المحيط الأطلسي. ويضم 500 غرفة مطلّة على مناظر خلابة على المحيطات.
عن موقع "اليوم"
الأربعاء، 1 مايو 2013
يوجد في سوس وليس في الصين.. سور تارودانت العـظيـم
يوجد في سوس وليس في الصين.. سور تارودانت العـظيـم
محمد أحمد عدة*
الأربعاء 01 ماي 2013 - 11:55
للصين سورها العظيم، ولأهل سوس أيضا سورهم، الأول ضمن لنفسه مكانا في لائحة عجائب الدنيا السبع مخلدا إلى جانب عجائب أخرى.. فيما الثاني الموجود في تارودانت مازال يواصل معركة تحدي الزمان والمكان. سور تارودانت العظيم المنيع هو أيضا سور يحمي أصالة المدينة وهوية أهلها.هنا في قلب سوس لن تجد رفيقا مخلصا يسير معك على امتداد المدينة غيره، يمنحك أسراره وعبق المدينة ويطل عليك من أبراجه مثل أم تحمي أبناءها بحرص شديد، من أي مكان دخلت تارودانت ستجده هناك في وظيفته القديمة صارما ومتسامحا، منيعا وسهل الولوج، يحرس المدينة من الغزاة والبغاة، ويحمي الحدود من الاسمنت البليد. سور تارودانت سيرة تختزل قصة سوس العذراء، إنها سيرة سور تارودانت العظيم.
سيرة سور سوس العظيم
يبلغ سمك سور الصين العظيم ما بين أربعة أمتار إلى تسعة أمتار في قاعدته، ويتراوح علوه بين 3 و8 أمتار، لكن سور تارودانت يبلغ سمكه سبعة أمتار ويرتفع إلى ما يزيد على سبعة أخرى. من يصدق أن بالمغرب سورا عظيما يتفوق على سور الصين العظيم، هو أقدم سور في المغرب، ورغم أنه لا يوجد تاريخ محدد لبداية بنائه بسبب ندرة المصادر التاريخية وتخلف البحث الأركيولوجي، لكن ابن خلدون والناصري واليفراني يجمعون على هذه الحقيقة، نحن إذن أمام أقدم أسوار المغرب.
قبل الفتح الإسلامي كانت تارودانت حاضرة أمازيغية، جاهد المسلمون لاقتحامها لأنهم يعلمون أنهم إذا فتحوها أذعنت لهم كل المنطقة، كل القبائل عندما سمعت بفتح تارودانت جاءت مستسلمة للفاتحين المسلمين على اعتبار أن اقتحام سور المدينة معجزة لا يمكن أن يأتيها «إلا من كانت ترعاه القدرة الإلهية». أول كرامات السور العظيم ستظهر في العصر المرابطي، حيث يروي سكان تارودانت قصة ولي المدينة وقطبها الرباني ابن وندلوس المعروف بالشيخ سيدي وسيدي، الذي سجنه والده لأنه كان يرى أن شرب عصير قصب السكر حرام، فأهرق خوابيه وسالت وديان من عصير القصب في أزقة المدينة، وسجن سيدي وسيدي في «بنيقة» مازالت شاهدة إلى اليوم، أما الولد فقد كان يقول سأخرج عندما ينهدم جزء من سور المدينة، وبالفعل سيسقط جانب من السور العظيم ويخرج ابن وندلوس من سجنه، وهي أسطورة يتناقلها أهل المدينة عن شيخهم الذي يعتبرونه «مول البلاد»، وفي ذلك أيضا دلالة على قدم السور، أي وجوده قبل المرابطين بفترة، مما جعله يهترئ ويتآكل، حتى سقط الجزء الذي خرج منه الولي الصالح.
في عصر السعديين سيجدد السور وسيتم ترميمه بإحكام لأنهم سيتخذون من تارودانت عاصمة لهم قبل مراكش، وفي عهد العلويين سيظهر الدور التاريخي للسور بشكل واضح، فكلما تولى أمير شؤون تارودانت حتى استقوى بأهلها وسورها، وهي قصة أخرى ترويها المصادر التاريخية، إذ سيقوم محمد العالم ابن المولى إسماعيل بتعيين نفسه خليفة، وأقام بلاطا سلطانيا بعدما تمرد على أبيه. حوصرت المدينة من طرف المولى إسماعيل بقيادة ابنه المولى زيدان لمدة ثلاث سنوات، دون أن يقدر الجيش الخرافي على اقتحامها، بل إن المولى زيدان بعد طول الحصار قام ببناء القصبة الزيدانية لأنه لم يعد يطيق البقاء في خيام الحرب، وأقام بها، وهي اليوم جزء من مدينة تارودانت، ولم يستطع أحد دخول المدينة إلا بعد أن تم كشف الخليفة محمد العالم متخفيا يتجول في الزيدانية يستقصي أخبار العدو.
مدينة لا تقتحم
يقول نور الدين صادق، الباحث في تاريخ المنطقة، إن هندسة الأسوار عنصر أساسي من أسطورة السور، فسمكه لا يضاهيه أي سور آخر في جميع أنحاء المغرب، ذلك أنه يتكون في الأصل من ثلاثة جدران متراكبة. كل جدار كان يؤدي دورا مختلفا، ويستطرد المؤرخ الروداني: «الجدار الأول هو جدار دفاعي يصل علوه إلى سبعة أمتار، ويتراوح سمكه ما بين ثمانين وتسعين سنتيمترا، يليه مباشرة جدار ثان يتراوح سمكه ما بين مترين وثلاثة أمتار يسمى ممر الحراسة، وكان ممرا تتجول فيه كتائب الحراسة ليراقبوا ما يحدث خارج السور». من داخل المدينة تتبدى لنا أجزاء مهدمة من الجدار الثالث، وهو أكثر سمكا وأقل ارتفاعا يرتفع إلى نصف ممر الحراسة، ويصل اتساعه إلى ثلاثة أمتار، إذن نحن أمام سور بسمك يصل إلى سبعة أمتار على طول امتداده المحيط بالمدينة إحاطة تامة شاملة.
«الممر الثالث يسمى ممر الدورية، كانت تمر منه دوريات من الخيالة يراقبون الحراس ومدى يقظتهم واستعدادهم. إذا جمعنا هذه العناصر يبدو الحفر في السور أمرا خياليا، واقتحام سور تارودانت العظيم ضربا من ضروب المستحيل»، حسب المؤرخ الروداني.
وبعيدا عن المعطيات التاريخية، يحكي أعضاء من جمعية «أمودو» التي جعلت من حماية التراث أحد اهتماماتها، أن أشغال الترميم التي حدثت في السنوات الأخيرة عانت كثيرا من قوة وصلابة السور، الشيء نفسه يؤكده لحسن، أحد سكان تارودانت المقيمين بالقرب من باب البلاليع، إذ يقول: «الجرافات كانت تمضي أياما وهي تحاول فتح الأبواب الجديدة».
طول السور يصل إلى ما يقارب ثمانية كيلومترات (7.8 كيلومترات). داخل الأسوار توجد المدينة التي تصطبغ بلون التراب، وكل محاولات التوسع العمراني خارج السور يقابلها رفض ضمني وتضامني من طرف السكان.
عندما تتجول خارج الأسوار لا تحس بالحياة المتحركة داخلها. خارج السور هناك تجزئات سكنية ومدينة حديثة لكنها شبه فارغة.. تمر سيدة تمتطي دراجة بمحاذاة السور وتقتحم باب «الزركان». يخبرنا عامل الفندق بأن أسعار العقار داخل السور أكثر ارتفاعا بكثير من المناطق الجديدة. هل بسبب أجانب يقتنون الرياضات والمنازل القديمة؟ يجيب عامل الفندق: «لا، السكان يريدون البقاء داخل المدينة».
تخترق السور خمسة أبواب رئيسية وهي الأبواب التاريخية لتارودانت؛ باب السلسلة وهو الباب السلطاني ويسميه أهل المدينة بـ«باب السدرة»، منه كانت تدخل المواكب لقربه من القصبة. الباب السلطاني مازال يحظى باحترام خاص لدى السكان.. إنه باب تلفه سطوة الأمير.. ثم باب أولاد بونونة وباب تارغونت وباب الزركان وباب الخميس.
يعود نور الدين صادق ليخبرنا بالمزيد من الأسرار ويقول: «كلها أبواب ذات التواء، هذا الالتواء يكون بسيطا في بعضها ومعقدا في البعض الآخر، والسبب هو وظيفة الباب ودوره، وعموما الأبواب الموزعة على السور كانت تلعب ثلاث وظائف، أهمها الوظيفة العسكرية الدفاعية»، هذه الوظيفة تشتغل بوجود كثرة الالتواءات وتعدد الساحات، حيث لا يمكن الدخول إلى المدينة مباشرة، فبعد الباب الأول تجد ممرا مغطى تخرج منه إلى ساحة أولى، وفي أغلب الأحيان يكون عليك أن تتجه إلى اليسار لتجد بابا ثانيا في هذه الساحة، يحيلك على ساحة ثانية لتلج من الباب الأخير إلى المدينة.
سبعة أقواس توجد بالباب الواحد نظرا لما يفضي إليه الباب من مرافق حساسة، وبمجرد ما يكون هناك غزو أو غارة تغلق الأبواب الخلفية قبل الأبواب الأمامية، فإذا تم إغلاق الأبواب كاملة تحصنت المدينة، أما إذا كان الهجوم مباغتا فإن الغزاة يدخلون إلى الساحة الأولى، وبعد ذلك يشرف الحراس على الساحة من أعلى السور فيسقط المهاجمون في فخ، ويجدون أنفسهم بين بابين، ويتم قصفهم من الأعلى، تلك هي المصيدة الهندسية التي حفظت المدينة.
الوظيفة الثانية للأبواب هي الدور الجبائي، فتارودانت كانت أولى المحطات على الطريق التجاري للقوافل القادمة من بلاد السودان، وكانت لهذا الطريق علاقة بالسعديين الذين ارتبطت المدينة تاريخيا بحكمهم، فتحويل الطرق التجارية إلى تارودانت جعل أبواب المدينة تسهل استخلاص الواجبات المخزنية، وكان يتم إدخال القوافل أفواجا فيحصي معها موظفو الديوان ما تستحقه الدولة ويستخلصونه قبل ولوج القوافل المدينة.
كما تلعب الأبواب دورا ثالثا هو الدور الأمني، فتعدد الساحات قبل الدخول الفعلي إلى المدينة، وكثرة التعرجات تجعل كل من دخل إلى المدينة أو خرج منها مراقبا ويسهل تحديده، كانت هذه هي استخبارات تارودانت التي ساهم فيها السور.
اليوم هذه الأبواب تقف شاهدة على مجد غابر، ويسودها تباين كبير ما بين أبواب تمت العناية بها لتتحول إلى متاحف وأخرى تقف أمامها العربات والحافلات والباعة المتجولون.
إلى وقت قريب كان بالإمكان القيام بجولة ليس من خارج السور أو عبر محيطه لكن من فوق السور، كان بإمكانك أن تقوم بجولة حول المدينة بأكملها، فممر الحراسة الذي يصل اتساعه إلى ثلاثة أمتار، كان يمكن أن تسير فيه عربة «الكوتشي» التي تشتهر بها المدينة، هذا الممر تردى بشكل كبير الآن، وسقطت أجزاء كبيرة منه، لكن لم ينتبه إليه ولم يحظ بالعناية نفسها التي حظي بها الجدار الخارجي والدفاعي، وهذا يهدد السور بصفة عامة.
ما يفوق مائة وثلاثين برجا تتخلل السور العظيم، فقد كانت مكانا لتجمع الرماة والحراس تملؤها الثقوب الصغيرة والفتحات المستطيلة، كانت تمكن من إخراج فوهات البنادق والاحتماء، وسمك السور يناسب حجم الأبراج العملاقة، فيصل سمك السور عند الأبراج إلى 11 مترا، خصوصا في الأبراج التي تكون في الزوايا، و10 أمتار في الأبراج التي تنتشر على خط مستقيم محيط بالمدينة. الأبراج هي أيضا مكان للسمر والمحادثات الليلية بين الحراس.. الاهتمام بهندسة الأبراج يعكس مدى إغراء المدينة وغناها وثروتها الكبيرة، لذلك فإن الخوف على المدينة مازال سمة مميزة للرودانيين.
خطر الإسمنت
بني السور العظيم بالتراب المخلوط بالجير الذي يمنحه صلابة ويجعله مانعا لتسرب المياه، وهذه المواد تخلط بالحصى. الحقيقة التي وردت على لسان سكان المدينة هي أن هذه الأسوار لا تتوفر على أساس، بل تتماسك من تراكب الجدران الثلاثة، فتكتسب متانتها ومناعتها، واليوم زال الجدار الثالث ولم يبق منه إلا بعض الشواهد في «باب ترغونت» أو «باب بونونة»، كما زال الجدار الثاني أيضا في بعض المناطق، وتردت حالته بفعل الأمطار وعدم الصيانة. هذا الجدار كانت تعلوه طبقة سميكة من «تادلاكت»، والمعروف أن «تادلاكت» مادة لا تسمح بتسرب المياه. هذه الطريقة كانت تجعل المياه تتسرب عبر قنوات، وهكذا لا يتراكم الماء فوق الممر، لكن تآكل هذه الطبقة عبر السنين الطويلة، جعل الأمطار تؤثر في السور، ويتهدم تبعا لذلك جزء هام منه، وقد أزالت بعض الترميمات الأخيرة جزءا من الممر، وهذا أيضا يشكل خطرا على السور.
تحيط بالمدينة طرق حديثة وشوارع واسعة، وتتنقل عبرها وسائل النقل. هذه الحركة والاهتزازات تهدد السور وتمس أساساته، بل إن الإصلاحات الأخيرة التي عرفها السور كانت تنقصها الاستعانة بمؤرخ أو خبير في الآثار، وشابتها بعض الأخطاء، وكان يتم دهن السور بعد ترميمه بـ«تادلاكت»، وهكذا يتعارض هنا المظهر الجمالي مع المظهر التاريخي الأصيل للسور، فالسواد وبعض مظاهر الرطوبة، والثقوب التي تتخلل السور هي بمثابة شواهد ورسائل مسافرة في التاريخ. معلومات كثيرة مازالت تلك الثقوب تحفظها، والأبراج المرممة قادرة على قول ما لم تقله المصادر التاريخية.
من الأخطاء الرهيبة إزالة ممر الحراسة الذي يشد عضد السور، وهو ما يمكن أن يجعل أجزاء هامة من السور تنهار بفعل عوامل المناخ المتراوح بين سيول مطرية وحرارة مرتفعة، كما أن فتح أبواب جديدة، بعدما أصبحت الأبواب الخمسة غير كافية، لم تراع فيه جمالية السور ولا تاريخه ولا الترتيب الذي وضع أصلا للأبواب.
والشمس تشرف على الاختفاء في الأفق، تتحرك قوافل حول سور تارودانت، ليست قوافل التجار القادمين من السودان هذه المرة، بل قوافل من السياح على دراجات هوائية يدورون حول حصون المدينة، يلتقطون صورا لأبراجها ولنخيلها. يقفون باحترام كبير أمام أبواب المدينة، ويتحاورون مع سور سوس العظيم.
سور لا يقبل الخطأ أو النسيان
في فترات بناء الأسوار بلغ حرص سلطات المدينة على حصانتها أن المسؤولين عن بناء السور كانوا يقومون باختبار السور بتعريضه للمياه التي كانت تجلب من السواقي الكثيرة للمدينة طيلة الليل، إن هو صمد يبقى، وإن انهدم يعاد بناؤه. المتهاونون من البنائين والعبيد والسجناء كان يرمى بهم وبناء السور فوقهم، وقد أخبرتنا سيدة رودانية بأن كل محاولات الإصلاح كانت تواجه الكثير من الصعوبات، فما إن يفتح باب جديد في السور حتى ينهدم جزء في جهة أخرى.. قالت المرأة الرودانية إنهم «موالين المكان» لا يرضون أن يتم النبش في قبورهم، مؤكدة أن هناك الكثيرين ممن دفنوا داخل السور.
يهود وشيعة خلف السور
كانت تارودانت المنيعة بسورها وأبراجها مدينة منفتحة ومتسامحة عبر تاريخها، يعيش وراء سورها العظيم الكثير من الطوائف والديانات، فقد ساهم موقعها على طريق الذهب في انفتاحها على عوالم مختلفة وأجناس عدة (زنوج أفارقة، وموريسكيون أندلسيون، ومشارقة، وأوربيون من جنسيات مختلفة: إنجليز، هولنديون، فرنسيون(.....
ومن بين سكان المدينة الأصليين عدد كبير من اليهود المغاربة استمروا في عيش حياتهم اليومية والدينية بشكل عادي، بل كان من بينهم من تقلد مناصب رسمية هامة، مثل اليهودي موسى القاضي الذي تولى الإشراف على إدارة معاصر قصب السكر الذي اشتهرت به تارودانت، وقبله تولى هذه الإدارة عدد من المسيحيين القادمين من الأندلس، دون أن ننسى أن تارودانت كانت بمثابة جزيرة شيعية آوت الشيعة البجلية، وهي فرقة نادرة ومتفردة لم توجد إلا بتارودانت. هذا المذهب الذي ترك أثره في السواد الذي يفضله السكان على غيره من الألوان، وامتد تأثيره إلى باقي سوس، ومازال المسنون هنا يتلفظون بالصلاة على النبي وآله.
*من العدد الـ5 لمجلة هسبريس
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)